محمد أبو الغيط (١٩٨٨-٢٠٢٢) صحفي استقصائي وكاتب مصري

ولد محمد أبو الغيط في أسيوط يوم ٢٣ أكتوبر ١٩٨٨ حيث نشأ وتلقى تعليمه حتى انتقاله للقاهرة، وهو الأخ الأكبر بين خمسة أخوة

درس ومارس الطب لفترة بجانب التدوين الأدبي على منتديات عدة أهمهم منتدى روايات قبل أن ينشئ مدونته الخاصة "جدارية" وكتب محمد في مواقع مثل بص وطل، ذاع صيته في الكتابة بعدة تدوينات كتبها ونشرها إبان ثورة يناير على مدونته وصفحته بفيسبوك، كانت أشهرها صيحته لكل الفاعلين في المعترك السياسي المصري من جميع الأطياف بعد الثورة في تدوينة (الفقراء أولًا يا ولاد الكلب) لتكن لحظة فاصلة في مسيرته المهنية والحياتية

حيث بدأ التدرب كصحفي في جريدة الشروق ثم كاتب رأي في جريدتي الشروق والمصري اليوم، ولكنه قرر ألا يكتفي بدور المثقف والكاتب المُنظر، بل كان أحد الفاعلين في حملة المرشح لانتخابات الرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح سنة ٢٠١٢. عمل محمد معدًا تليفزيوني بقناة أون تي في، قبل أن يشارك في البحث والإعداد في بعض الإنتاجات الوثائقية لقناتي الحرة والجزيرة وغيرهما. تزوج محمد في مايو من عام ٢٠١٣، أنجب ابنه الوحيد يحيى في أغسطس ٢٠١٤، واستقر به المطاف في لندن حيث كان يعمل بتليفزيون العربي.

Next

عمله بالصحافة والبحث والإعداد أصقل مهاراته الاستقصائية -التي لا جدال عليها- والتي طالما ظهرت في أشكال عدة، مثل التدوينات كتدوينة (الفقراء أولًا) أو في مقالات الرأي كمقال (يا مجتمع ال ١٥٪) والمشاركة في الأفلام الوثائقية، أو حتى لاحقًا على ذلك بتبنيه وتأسيسه مشروع (متصدقش) كأحد مجتمعات التحقق العربي والمعنية بالتحقق من المعلومات ومصادرها وكشف الأخبار المضللة والكاذبة، كل ما سبق فتح له الباب للعمل في التحقيقات الصحفية المكتوبة والمرئية، ليسجل لاسمه مكانًا بارزًا وليكن علامة فارقة في هذا المجال في مدة وجيزة، فيتم ترشيحه لجائزتين من جوائز إيمي للصحافة التلفزيونية العالمية عام ٢٠٢٢ عن فئة أفضل قصة إخبارية، وفئة أفضل تحقيق، وترشيح آخر مهم للقائمة النهائية لجائزة (ترو ستوري)، وحصل محمد أبو الغيط على جائزة فيتيسوف للصحافة عام ٢٠٢٠، والميدالية الذهبية بجوائز رابطة مراسلي الأمم المتحدة (جائزة ريكاردو اورتيجا) عن فيلم "المستخدم الأخير" حول الأسلحة في اليمن عام ٢٠١٩، وأيضًا عربيًا تلقى محمد أرفع الجوائز فمُنح جائزة هيكل للصحافة العربية عام ٢٠٢١، وجائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام ٢٠١٤، وجائزة مصطفى الحسيني للمقال الصحفي للصحفيين الشبان العرب عام ٢٠١٣، وقبيل وفاته بأيام تلقى محمد أبو الغيط تكريمًا مصريًا خاصًا وعزيزًا على قلبه في الدورة الأولي من منتدى مصر للإعلام في نوفمبر ٢٠٢١. مصر التي كانت تشغل خاطر محمد على الدوام، كانت السبب في أن يكون أحد مؤسسي الموقف المصري، وهو مشروع مهموم بالشأن المصري والتثقيف والتوعية السياسية وتبسيط الموضوعات الاقتصادية للمواطن.

Next

الجوائز

سمير قصير

جائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي يمنحها الاتحاد الأوروبي في بيروت، عام 2014

مصطفى الحسيني

جائزة مصطفى الحسيني عام 2013 في مسابقة المقال الصحفي للصحفيين الشبان العرب

رابطة مراسلي الأمم المتحدة

الميدالية الذهبية بجوائز رابطة مراسلي الأمم المتحدة (جائزة ريكاردو اورتيجا) عن فيلم "المستخدم الأخير" حول الأسلحة في اليمن 2019

فيتيسوف للصحافة

جائزة فيتيسوف للصحافة فئة "المساهمة البارزة لدعم السلام" عن عمله حول الشبكة المالية السرية لقوات الدعم السريع السودانية 2020

جائزة هيكل

جائزة هيكل للصحافة العربية عام 2021 عن تحقيقاته بالشأن السوري واليمني

جائزة الإيمي

رشح لجائزتين من جوائز "إيمي" للصحافة التلفزيونية العالمية 2022 عن فئة أفضل قصة إخبارية، وفئة أفضل تحقيق استقصائي، وذلك عن عمله كمنتج لتحقيق استقصائي لشبكة «سي إن إن» الأمريكية عن الأسلحة الأمريكية باليمن

True Story

رشح للقائمة النهائية لجائزة "ترو ستوري" عن عمله حول الأسلحة في اليمن

في النصف الأول من عام 2021 تم تشخيص محمد بـ سرطان المعدة، وكما يفضل محمد فلا يحب في قاموسه الخاص استخدام كلمات مثل قاوم المرض بشجاعة أو أنه كان في صراع معه، فقد قام بتوثيق تجربته ورحلته طوال فترة المرض بصدق شديد، ليأخذنا جميعًا في مشوار الألم والخوف والضعف والعجز والأمل المستمر دون تجميل في كتاب (أنا قادم أيها الضوء) الصادر عن دار الشروق، قبل أن توافيه المنية يوم 5 ديسمبر 2022 ولم يسعفه القدر أن يمسك هذا الكتاب بيديه وهو الذي كانت له أحلام بمؤلفات عدة طالما صرح بها. مرض محمد ووفاته كما أنه حرمنا من صحفي وكاتب ومثقف نادر الوجود، فقد حرمنا أيضًا من مشروع محاور وإعلامي قدير وذو شأن، ويشهد بذلك (بودكاست ١١) الذي سجل منه موسمين.

Next

لماذا أكتب؟ أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟ الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليا بـ 14 مليار سنة. أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.
هذه صيحتي:

محمد أبو الغيط مرَّ من هنا